فلسطين أون لاين

لقاء العار بين  "نتنياهو والبرهان".. طعنة غدر ووصمة عار

صادم ذلك الموقف المخزي من رئيس المجلس السيادي السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان, بإقدامه على خطوة العار بلقاء رئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو بأوغندا, تطبيع مفاجئ مع الكيان الصهيوني من جنرالات السودان في الحقبة السودانية الجديدة, طعنة موغلة في سويداء القلب الفلسطيني, الذي يعشق السودان لدوره التاريخي في دعم القضية الفلسطينية, هذا الخنجر المسموم يضاف إلى جعبة الأسلحة التي يراد بها تمرير "صفقة القرن" الأمريكية, وتهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهويد الأرض والمقدسات في فلسطين, حكم العسكر في السودان يدخل بالبلد الممانع إلى حظيرة المطبعين مع الصهاينة, وينسف تاريخًا مشرفًا للسودانيين حكمًا وشعبًا, من مشاركة في مواجهة الاحتلال الصهيوني والوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية ودعم وإسناد مقاومة شعبنا, ولقد شُرفت السودان وعاصمتها الخرطوم بارتباطها بالشعار الخالد الذي يحافظ على الثوابت العربية في مواجهة العدو الصهيوني, عبر اللاءات الثلاثة (لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الصهيوني)، التي عُرفت بـ"لاءات الخرطوم" التي أقرت بالقمة العربية في شهر أغسطس عام 1967م.

لم يعجبني مسار "الثورة السودانية" بعد إسقاط الرئيس السابق عمر البشير, التي مارست النهج الاستئصالي استهدفت الهوية السودانية عبر لجنة إزالة التمكين, إذ كان واضحًا استهداف الخلوات القرآنية وإذاعات وفضائيات تختص بالعلوم الشرعية والقرآن الكريم، والإجراءات مازالت تطال جامعات ومعاهد ومؤسسات متعددة بتهمة غريبة, ليست سوى شماعة لتمرير سياسة التبعية والتغريب وخلع السودان عن هويته العروبية والإسلامية, هل تبديل الثعابين جلودها يغير من سلوكها الافتراسي لضمان بقاء سيطرتها على خيرات السودان ومقدراته؟! أليس جنرالات المجلس السيادي المؤقت في السودان هم الدولة العميقة، والأجهزة الأمنية التي يقودونها كانت قوة القمع للشعب السوداني؟! أليس حميدتي عصا البشير كما كان يطلق عليه؟! هل هؤلاء بالزي العسكري يسعون إلى إقامة دولة مدنية؟! بل يقودون السودان نحو الهاوية بالصدام الداخلي، والانفصال عن قضايا الأمة لمصلحة الأهواء والأطماع السياسية لمجموعة جنرالات العسكر السوداني.

خطوة لقاء العار بين "نتنياهو والبرهان" تشكل خطرًا على السودان بالدرجة الأولى والأخيرة, فأثره على القضية الفلسطينية لا يعدو فضيحة لمتخاذل من طوابير الانهزام العربي, ولكن ستضاف في سجل الانقلابيين على إرادة الشعب السوداني مشاركتهم الخيانية في الموافقة على "صفقة القرن" الأمريكية، واعترافهم بشرعية احتلال فلسطين, فهل يقبل الشعب السوداني هذا الانحراف الخطير عن مسار السودان القومي، الذي عُمد بالتضحيات والشهداء في مواجهة المشروع الاستعماري الصهيوني في فلسطين؟!

لقاء "طعنة الغدر" في أوغندا يكشف عن اختطاف السودان لمصلحة قوى إقليمية تنفذ أجندة صهيوأمريكية معادية لتطلعات الأمة وشعوبها, ولعل الإعلام العبري قد كشف أن ترتيب اللقاء بين "نتنياهو والبرهان" كان بجهود إماراتية وموافقة سعودية مصرية.

 صور أخرى لاختطاف السودان، الزج بشبابه في أتون معارك مشبوهة في ليبيا بتغرير شركات أمنية إماراتية بهم, ليقتلوا هنا وهناك على أعتاب مشاريع  الممول الشيطانية, والمستفيد هم جنرالات العسكر السوداني.

أليس من المفترض أن المجلس السيادي السوداني يقود مرحلة انتقالية؟! فلا يجوز له الحديث بأي قضايا إستراتيجية في غياب المؤسسات السيادية للدولة السودانية, فما بالك بقضية التطبيع مع العدو الصهيوني؟! وما يجب أن يثير الريبة لأحرار السودان هو أن اللقاء عقد دون علم رئيس الحكومة السودانية المؤقتة ووزرائها, وهذا يكشف الأطماع الشخصية للبرهان وفريقه من جنرالات العسكر السوداني, في استمرار حكم السودان والسيطرة عليه, بعيدًا عن تطلعات الشعب السوداني وشباب الثورة والتغيير إلى الدولة المدنية, ولذلك كان التطبيع مع الكيان الصهيوني بوابة منح الشرعية لهذا الفريق الانقلابي للاستمرار في حكم السودان, فهل أصبحت "إسرائيل الديمقراطية جدًّا!" بوابة لمنح الشرعيات للديكتاتوريات العربية ومنح الرضا الأمريكي على نظام السودان الجديد؟!, وهذا يكشف كم يخشى الكيان الصهيوني امتلاك الشعوب العربية حريتها الحقيقية!, فالحرية سلاح في مواجهة الاحتلال والطغيان معًا, ولهذا كان الموقف الصهيوني معاديًا لثورات الشعوب العربية.

 أمام مشهد العار الذي صنعه الجنرال البرهان نترقب الموقف السوداني الحازم من الأحرار والثوار برفض هذه الانتكاسة في مسار السودان القومي المشرف, ويجب إعادة البوصلة السودانية لوجهتها الأصيلة في مواجهة الكيان الصهيوني عدو الأمة ومغتصب مقدساتها في فلسطين.

المصدر / فلسطين أون لاين